شاشة تفاعلية: تأثير أزمة الصين على السوق العالمية للنفط

دفعت موجة هبوط ثانية لأسعارالنفط في 2015 الدول العربية الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك إلى خفض توقعاتها للأسعار هذا العام مبدية استعدادها لتحمل انخفاض أسعار الخام لفترة أطول منأجل حماية حصتها في السوق وكبح إنتاج منافسيها في ظل تنامي المخاوف بشأن الأزمة التي تمر منها الصين.

يرى مندوبون لدى أوبك ومن بينهم مندوبو دول خليجية أن الاضطرابات الاقتصادية في الصين هي أزمة اقتصادية قصيرة الأمد، ومن المستبعد أن يكون لأزمة الصين تأثير كبير على الطلب على الخام الذي سيرتفع في الربع الأخير من العام، علما أن بكين هي أكبر مستهلك للطاقة في العالم.

لكن المؤكد أن الصين تعيش مرحلة جديدة بعد هذه الأزمة ستجعل ثاني اقتصاد في العالم يدخل مرحلة الانكماش و الخروج من زمن النمو الاقتصادي السريع.

بالمقابل يرى الخبراء المدافعين عن ضرورة عدم خفض الإنتاج، يرون أن ضعف أسعار النفط سيؤدي إلى تقليص إمدادات المعروض من منتجي الخام ذي التكلفة العالية مثل النفط الصخري الأمريكي وتحفيز الطلب، فالأوبك مصرة على سياسة الدفاع عن الحصة السوقية بدلا من خفض الإنتاج لدفع الأسعار للارتفاع بصرف النظر عن المدى الذي سيصل إليه الهبوط وكم من الوقت سيلزم لتحقيق التوازن في السوق. بمعنى انتظار أن ينضم السوق نفسه بنفسه.

تظهر توقعات أوبك نفسها أن المنظمة بالغت في البداية في تقديرها لسرعة تراجع الإمدادات من المنتجين خارجها نتيجة لتدني الأسعار، وهذا بالإضافة إلى إنتاج قياسي مرتفع من السعودية والعراق، وكل ذلك يشير إلي تخمة في المعروض تتجاوز مليوني برميل يوميا. وهناك تفسير رغبة السعودية في عدم استفادة إيران من أسعار مرتفعة للنفط بعد رفع العقوبات عليها .

والواقع انه ما زالت هناك حالة من الضبابية حول مدى إسهام إيران في تعزيز الإنتاج في العام 2016 إذا رفعت العقوبات عنها. ويثير إصرار إيران على استعادة أكثر من مليون برميل يوميا من حصتها السوقية يثير قلق الأعضاء الخليجيين في أوبك خاصة السعودية الغريم التقليدي لإيران في المنطقة.

استقرت أسعار النفط اليوم الجمعة بعدما تعافت من أدنى مستوياتها في ست سنوات ونصف بفعل انتعاش أسواق الأسهم ونمو قوي للاقتصاد الأمريكي وأنباء عن تراجع إمدادات الخام من نيجيريا بعد تعطل خطوط الأنابيب وسجل النفط أكبر مكاسبه اليومية منذ عام 2009 أمس الخميس، إذ صعد مزيج برنت والخام الأمريكي الخفيف أكثر من عشرة بالمئة. ويتجه الخام الأمريكي إلى تحقيق أول مكاسبه الأسبوعية في تسعة أسابيع لينهي أطول موجة خسائر من نوعها منذ عام 1986.

ونزلت أسعار النفط العالمية بمقدار الثلث منذ ماي ولاتزال تقل كثيرا عن نصف مستواها قبل عام بسبب الوفرة الكبيرة في معروض الوقود وتباطؤ الطلب.