أكد وزير الداخلية محمد حصاد أن السلطات المغربية تقوم بكل شيء حتى لا تتحول التهديدات الإرهابية إلى أفعال ملموسة” وكشف الوزير أن “1350 مغربيا التحقوا بجماعات متطرفة في مناطق الصراع بالشرق الأوسط توفي منهم نحو 286 شخصا” وزير الداخلية أعرب عن أسفه لكون “هذه المناطق أصبحت بؤرا حقيقية للانتحار بالنسبة لبعض الشباب المغاربة” على حد تعبيره، مؤكدا على أهمية العمل التحسيسي الذي ينجز على أكثر من مستوى لإقناع الشباب المغاربة بعدم جدوى الانضمام إلى الجماعات الإرهابية.
وقال وزير الداخلية محمد حصاد إن المغرب نجح في سياسته الاستباقية في تفكيك الخلايا الإرهابية وشدد الوزير في لقاء إعلامي على أن الخبرة التي راكمتها الأجهزة الأمنية المغربية في مجال المكافحة الاستباقية للتهديد الإرهابي أصبحت تحظى بالاعتراف على الصعيد العالمي وهو ما مكن المغرب أيضا من قيادة فريق دولي لمكافحة الإرهاب إلى جانب كل من الولايات المتحدة الأمريكية وهولندا كما أن المساهمة الفعالة للمغرب مع شركائه تمكن باستمرار من استباق المخاطر الإرهابية ليس في الداخل فقط بل في الخارج أيضا.
حققت المقاربة المغربية في مجال محاربة الإرهاب نجاحات متوالية في تفكيك خلايا إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة بمنطقة الساحل منذ العام 2005 لا سيما شبكة “فتح الأندلس” في العام 2008 وخلية “المرابطون الجدد” عام 2009 المكونة من أفراد من جبهة البوليساريو وجماعة أمغالا عام 2011 التي مكن تفكيكها من حجز ترسانة من الأسلحة كان سيتم استعمالها ضد مصالح وطنية ودولية.
شملت المقاربة المغربية في مجال مكافحة الإرهاب إصلاح الحقل الديني وتحصين النموذج المغربي الأصيل في التدين وهكذا عملت السلطات المغربية بقيادة الملك محمد السادس أمير المؤمنين، على صيانة هذا النموذج القائم على العقيدة الأشعرية و المذهب المالكي ورعاية البعد الروحي للإسلام وهو التصوف. وإلى جانب إصلاح الحقل الديني خصصت السلطات المغربية تمويلات هامة لإنجاز المبادرة الوطنية للتنمية البشرية منذ إطلاقها عام 2005 من طرف الملك محمد السادس، وقد مكنت هذه المبادرة من تقليص رقعة الفقر والهشاشة، حتى أن البنك الدولي صنفها مؤخرا ضمن أحسن ثلاث مبادرات اجتماعية على مستوى العالم.