يثير موضوع التغطية الإعلامية للأحداث الجارية في المنطقة العربية تساؤلات ملحة حول مدى مهنية هذه المواكبة ودور وسائط التواصل الاجتماعي في التحولات الجارية. إذ أصبحت هذه الوسائط تحتل مكانا هاما في حياة المواطن العربي وواقعه.
وحسب مدير موقع فيسبوك في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يبلغ عدد مستخدمي هذا الموقع الاجتماعي أكثر من 62 مليون شخص في العالم العربي. وقد ساهم هذا الموقع، إلى جانب وسائط أخرى، في تحريك الشارع العربي، خلال انتفاضات ما سمي بالربيع العربي، التي عصفت بعدة أنظمة في العالم العربي. كما أن القنوات الإخبارية اعتمدت فيسبوك وشبكات التواصل الاجتماعية الأخرى كمصادر خبرية، في أحيان عديدة. وهو الأمر الذي يطرح أسئلة شائكة حول مصداقية هذه الشبكات الاجتماعية كمصادر للأخبار.
وموازاة مع الدور الذي لعبته مواقع التواصل الاجتماعي في التغيرات الجارية، لعبت الفضائيات التلفزية أيضا دورا حاسما في مواكبة الانتفاضات الشعبية في تونس ومصر وسوريا وليبيا واليمن وغيرها.
فمن الناحية العددية شهدت القنوات العربية تزايدا في عددها وتخصصاتها. إذ بلغ عددها أكثر من 1396 قناة اليوم، وفق آخر تقرير لاتحاد إذاعت الدول العربية، من ضمنها قرابة مائة قناة دينية، ونحو سبعين قناة إخبارية.
ويقول مراقبون إن بعض التغطيات الإخبارية لمسارات الأحداث في دول الانتفاضات، سقطت في بعض الأحيان في البروبغندا وحادت عن المعايير المهنية الصحفية وتولت صناعة الخبر بدل نقله. وهو ما يمكن أن يؤدي إلى تأجيج النعرات الطائفية وتوجيه جمهور المشاهدين حسب محللين.