أدى الملك فيليبي السادس الخميس، اليمين كملك جديد لإسبانيا بعد تنازل والده عن العرش الذي أعلن عنه في الثاني من يونيو الجاري، وسيلقي بعد ذلك أول خطاب رسمي له في حفل رسمي.
وجري هذا الحفل، بمقر مجلس النواب في مدريد، بحضور الملكة ليتيسيا، وابنتيهما ليونور التي ستصبح أميرة أستورياس وصوفيا التي ستحمل لقب إنفانتا إسبانيا، والملكة صوفيا (الأم)، وإنفانتا بيلار ومارغاريتا شقيقتي خوان كارلوس، وأعضاء الحكومة والنواب والشيوخ، ودون حضور أي مدعوين أجانب.
أما الملك خوان كارلوس فقرر متابعة الحفل، الذي سيكون علمانيا على وجه الحصر، من قصر لاسارسويلا، مفضلا إعطاء الملك المقبل “دورا أكبر” بحسب القصر الملكي الإسباني.
وقبل التوجه إلى مجلس النواب، سلم الملك خوان كارلوس المشعل إلى ابنه كقائد عام للقوات المسلحة الملكية، كما ينص على ذلك الفصل 62 من الدستور.
تعهد فيلبي السادس، الذي أعلن ملكا جديدا لإسبانيا اليوم الخميس في أول خطاب له بالدفاع عن وحدة وتقدم بلاده.
وقال العاهل الإسباني، الذي خلف والده الملك خوان كارلوس بعد 39 سنة من الحكم تميزت بانتقال ديمقراطي ناجح، خلال الحفل الرسمي المنظم بمجلس النواب، “أجدد تأكيد إيماني وقناعتي بوحدة إسبانيا، حيث للجميع مكانه، وحيث كل الحساسيات لها مكانها”.
يذكر أن الملك فيلبي السادس، فاعل نشيط منذ سنوات على الساحة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى الرياضية، وفي هذه الأجواء سيعمل على استمرارية النظام الملكي البرلماني الذي تم إقراره منذ 1975، وعلى تعزيز مؤسسات الدولة، واضعا المصلحة العامة فوق المصلحة الخاصة من أجل تجاوز الأزمة الاقتصادية التي تمر بها إسبانيا.
وبحسب عدد من المراقبين والسياسيين الإسبان والأجانب، فإن العاهل الجديد فيلبي السادس، الحداثي والقريب من الشعب كما هو الحال بالنسبة لوالده، على استعداد تام لتحمل دوره الأسمى.
وقد عين الأمير فيليبي، وهو في التاسعة من العمر، سنة 1977، أميرا لأستورياس، ورسميا وريثا للتاج الإسباني. وألقى، بهذه المناسبة، أول خطاب له أمام البرلمان.
أربع سنوات، بعد ذلك، تلقى فيلبي أول درس عظيم له وذلك خلال المحاولة الانقلابية التي قام بها العقيد انطونيو طيخيرو في 23 فبراير 1981، والذي كرس الملك كدرع واق للديمقراطية الإسبانية.
وبعد سنة أخيرة بالثانوية في كندا، سيلج فيلبي ما بين 1985 و1988 المدارس العسكرية للجيوش الثلاثة. كما درس القانون بجامعة مدريد المستقلة، وحصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جورج تاون بواشنطن.
وبدأ يتحمل مع مرور السنين دورا برتوكوليا متزايدا فتعددت أنشطته العمومية، لاسيما في الخارج حيث استفاد من إتقانه للغة الانجليزية. وبعد دراساته في الخارج، انخرط الملك الجديد في العمل السياسي منذ 1996. وشارك، منذ ذلك الحين، في أزيد من 300 نشاط رسمي، بمعدل 14 زيارة للخارج، وألقى 62 خطابا، واستقبل 1300 شخصية سنويا وذلك من أجل متابعة الأحداث الوطنية والدولية عن كتب.
ومنذ ربيع 2010، اضطر فيلبي لتعزيز وجوده الرسمي، بعد المشاكل الصحية التي تعرض لها والده الملك خوان كارلوس. والملك فيليبي السادس، طيار يقود المروحيات، ومن هواة كرة القدم، كما أنه شارك في أولمبياد برشلونة سنة 1992 ضمن فريق إسباني للزوارق الشراعية.