الطلبات المقدمة إلى المغرب من كل من تونس وليبيا وغينيا كوناكري، تشمل أوجها عدة من التعاون الديني بين هذه الأطراف، فحسب بلاغ لوزارة الشؤون الدينية بالجمهورية التونسية، يرتكز طلب الاستفادة من الخبرة المغربية في تكوين أئمة تونسيين بالمغرب، والاستفادة من تجربة المملكة في عمارة المساجد.
بدورها الأمانة العامة للشؤون الدينية بجمهورية غينيا (كوناكري) طلبت تكوين أئمة غينيين بالمغرب.
فيما طلب معهد الإمامة والخطابة التابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالجمهورية الليبية، الإستفادة من دورات في مجال تدبير الشأن الديني.
وشكلت الزيارات الملكية لعدد من البلدان الإفريقية مناسبة لتجديد العلاقات الروحية بين المغرب ودول غرب إفريقيا، وهو ما تجسد على أرض الواقع من خلال تمكين 500 إمام من مالي من دورات تكوينية بالمغرب، أمر بها أمير المؤمنين الملك محمد السادس.
وتجسد عمق هذه الروابط الروحية بالاستقبال الكبير الذي خص به شيوخ وأتباع الطريقة التيجانية في السينغال لما قام العاهل المغربي الملك محمد السادس بزيارة إلى السينغال شهر مارس الماضي.
ويحرص العاهل المغربي بصفته كأمير للمؤمنين منذ توليه العرش على رعاية هذه الوشائج الروحية، خاصة العلاقات مع الطرق الصوفية بتنظيم اللقاءات الثنائية وتوجيه الرسائل إلى ملتقياتها، كما أن شيوخ ومقدمي الزوايا التيجانية السينغالية يعتبرون ملك المغرب أميرا للمؤمنين.
وتجمع بين المغرب والبلدان الإفريقية ركائز قوية منذ فجر الاسلام، ركائز تتمثل في وحدة العقيدة ووحدة المذهب و الالتزام بالسلوك الروحي المصطلح عليه بالتصوف كما ان الدور الذي تقوم به الزاوية التيجانية بمدينة فاس على سبيل المثال يشكل عاملا روحيا يسهم بقوة في تماسك هذه العلاقات.
وتندرج الجولة الإفريقية التي يقودها الملك محمد السادس ابنتداء من يوم الثلاثاء في عدد من البلدان الإفريقية، تندرج في أفق تعزيز العلاقات الثنائية، وفي طليعتها علاقات التعاون الديني.