تعيش مخيمات تندوف على وقع احتجاجات وعنف بعد اغتيال شابين صحراويين من ساكنة المخيمات، الضحيـتان كانتا تمتـهـنان تجارة بــسيــطة بين مــوريتانيا وجنوب الجزائر, واِغـتــيالــُهما تــسبب في اندلاع انتفاضة داخل المخيمات، احتجاجا على القمع المُــمَـارس على ساكنة مخيمات تندوف من طرف البولسياريو وقوات الامن الجزائرية.
وذكرت التقارير الإعلامية أن حالة الغليان التي شهدتها مخيمات تندوف لاتزال مستمرة منذ أيام، حيث عمدت ميليشيات البوليساريو إلى التضييق على متظاهرين، كانوا قد اعتصموا سابقا عند مقر المفوضية السامية لغوث اللاجئين، وقامت بمنعهم من الأغطية والطعام وطوقت موقع احتجاجهم بالآليات العسكرية، لوقف دفق المحتجين الوافدين على المكان.
وقد استنكرت قبيلة الركيبات السواعد بالعيون الممارسات القمعية “للبوليساريو” ضد متظاهرين نظموا وقفة أمام مقر المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين بمخيمات تندوف، يومي 23 و 24 يناير الجاري، احتجاجا على انتهاك قيادة “البوليساريو” لحقوق الإنسان داخل المخيمات.
وعبرت القبيلة، في بيان، عن استنكارها الشديد للتدخل الهمجي لعناصر من “البوليساريو” في حق شباب ونساء، وخاصة المنتمين منهم لقبيلة الركيبات السواعد المشاركين في هذه الوقفة السلمية.
وطالبت القبيلة بإطلاق سراح المعتقلين المشاركين في هذه الوقفة وتمكينهم من ممتلكاتهم التي تم الاستيلاء عليها من طرف ميلشيات “البوليساريو”، داعية المنظمات الحقوقية الدولية إلى مساندة هؤلاء المحتجزين ووقف كل أشكال الانتهاكات اللاإنسانية التي ترتكب في حقهم.
وتفيد وسائل إعلام أن قادة البوليساريو لا ترغب في أن يتعاطى شباب المخيمات للـــتجارة ، لكي يظــلوا رهـيني المساعداتِ الغذائية, وبالــتالي تحت سيطرتهم المباشرة, فبعــد الحـصـار العــسـكري والاعلامي الذي تـعــيش على إيــقاعه مخيمات ُ تندوف, هناك نوعٌ جديد ٌ من الحصار تعيشــُه الأوضاع ُ بالمخيم ، يتعلق الأمر بحصار اقتصادي خانق.
وتتهم تيارات من داخل المخيمات وكذا هيئات دولية من ضمنها المكتب الأوربي لمكافحة الغش وهو مؤسسة أوربية مستقلة، تتهم قيادة البوليساريو بالتلاعب في المساعدات الإنسانية الموجهة لساكنة مخيمات تندوف، المكتب الأوربي كان قد اتهم في تقرير له منذ العام 2010، قادة البوليساريو بتحويل المساعدات الإنسانية والاستفادة من عائداتها المالية لاقتناء الأسلحة وممتلكات عقارية شخصية على الخصوص في جزر الكناري واسبانيا.